{] ضحايا الوهم .. [}

× لا أدري كيف جاءني أو ربما فاجئني سيل الأفكار هذه دفعةً واحدة .. و لكأنه يدفعني في هذا الوقت المتأخر من الليل على نثر بريق النور بحبر العنبر على أغصان الورق .. أبحث في مكتبتي عن دفتر كتاباتي .. هناك الكثير من الدفاتر المشابهة له .. و أظن أنه من الصعب لمحه بين هذا الكم الكبير منها .. أمسك دفترا يشبهه بالخارج .. و لكني بعد فتحه و كشف محتواه .. اكتشف أن ما أمسكته بالبداية كان مجر .. وهمٍ لذلك الدفتر .. بعد تفتيشٍ عميق .. بدأت أشعر أنني لن أجد مبتغاي .. فلربما لكثرة الكلمات عليه .. بات يفر من أناملي حين تكتب .. لا بأس .. هذا لن يغني عن الكتابة .. وقع اختياري على دفترٍ أحبه .. و من بين جميع الدفاتر .. و على الرغم من اختلاف داخلها و خارجها و محتواها .. التفّت حوله أصابعي العطشى لرقص القلم بسيل جوفه على أسطر أوراقه .. و أخيرا .. نظرتُ له بلغةٍ قد لا يفهمها إلا هو .. و هكذا .. دخلت عالم الكلمات ..
ربما جذبني عنوان الموضوع قبلكم .. فرُحتُ أحاول تسلل نفسي بأعماقها .. لأحاول أخذ سبقٍ عن "ضحايا الوهم" .. فعلا هم كذلك .. مرّ علي كثير من الناس الذين تعرفوا على الوهم و عاشوا معه .. و أحبّوه .. فعشقوه و عملوا لأجله .. و لم يكتشفوا أنه وهمٌ مستتر بذلك الرداء المهترئ .. و لطالما استمتع صاحبنا بهم و ضحك عليهم .. في حين عانوا لأجله ..
- لن أعدد الأمثلة .. لأنها كثيرة و متكررة في مسلسل الحياة .. لكن بسيناريوهات مغلفة بأشكال مختلفة .. و جاذبة لمشاهديها .. و لا أستبعد أني أو أنت .. أو كلنا .. قد نكون من جمهور هذا الوهم بلا شعورٍ بأي شكلٍ كان ..
- مع كل هذا .. سار عقلي بنهج تفكيره الذي أعجز عن فهمه و فك رموز شيفراته مسلكا غير الذي كنت أخط بالقلم به ..
فجأةً .. سألني ذاك الصوت الخفي من الداخل .. ترى .. ما رأي الوهم بالوهم ؟!
و هل يمكن للوهم الإنسياق لوهمٍ آخر .. ثم لماذا كل هذا ؟! ألا يعلم هذا الشيء أن اللعب و الإستمتاع بمشاعر الغير للـ (لا شيء) حرام ؟!
أم أنه لا يفهم هذه المصطلحات أصلاً ؟! .. كفى يا جوف الجمجمة .. لم أعد أطيق.. لربما كان محتوى هذا الموضوع وهماً أيضاً .. دون أن ينتبه أحد .. أجيبوني .. قلم .. دفتر .. يد .. و عقل .. أشياءٌ عجزت و لا زالت عن الإقتراب من محيط الوهم .. و لعل ذلك .. لأنها تسير عليه ..
- إذن .. كلها كلمات لم أستفد منها شيءاً .. إلا المزيد من الحيرة و الإنصياع للتفكير في الـ (لا شيء) ربما ..
زوجةٌ تعيش في وهم زوجها الـ (متغير الأوجه) .. طالبة تلعب مع وهم المسقبل الـ (مدمر) .. و عاملٌ يحلم بوهم حياة (فاشلة) .. ربما قد قلبتُ بعض مسارات الفهم .. لأني غصت لا شعورياً في هذا المحيط .. لكن .. السؤال العاجل .. هل الوهم حقيقة واقعة ؟! أم وهم ليس له وجود ؟! تبقى الإجابة لدى الوهم نفسه .. أو لمن عاشوا الوهم ..
- بعد نصف ساعة وصلت هذا السطر .. وتوصلت مع ذلك إلى الإجابة (إن لم تكن شبه وهم) سأحاول تشريح هذه الأحرف .. ربما كان ذلك هو المفتاح للحل ...
"واو" .: وجود تصنعه مخيلة الواحد منا .. فتبني له عالمه الخاص .. و تعيش لأجله .. رغم أنه وجود ٌ .. غير موجود ..
"هاء" .: هبّة هواءٍ هافية .. قد تقضي عليه من الجذور .. هواء قوة الشخصية و وعي النفس و إدراك الذات .. و لربما قل تواجد نسمات الهواء هذه إلى نسبة (عاجز/قوي) بين تلك الكومات البشرية .. بدليل عيش إن لم يكن جميعنا .. فأغلبنا بهذا العالم .. .: عالم الوهم :. ..
"ميم" .: مزيفٌ زائلٌ لا ريب .. و إن فهمتَها كالـ "واو" فلقد ترجمتُها بلغةٍ أخرى .. من حيث الجوف العميق و الداخل .. هو "لا موجود" حتى و إن كان الوهم بحد ذاته أو هيكله الـ "خارجي" موجود ..
أظن أنني من الداخل بدأت ألمح بصيص النور الضئيل ذاك .. يوصلني إلى مبتغاي .. لكني أعتقد أن الوصول إليه .. صعب المنال .. إلا ربما من عرف الوهم .. و عاشه .. ثم تخلص منه .. و عاش من جديد .. فأدرك معنى الحياة في كلتا الحالتين .. و كشف مقدار الفرق الشاسع بينهما .. و شتّان شتّان ..
- إذن .. فالخلاصة .. هي أن الوهم صفحةٌ سوداء خالية المنظر .. مليئةٌ بالكتابات السوداء .. و التي لا يراها إلا من غسل الورقة فصارت بيضاء .. فتقلفت و لم يقرأها .. فتخلص منها قبل معرفة ما حوت ..
أعتذر عن الإطالة .. لكنّ قلمي هو الكاتب و أنا هي الأداة .. في النهاية .. آمـــل أن لا نكون "ضحايا الوهم" .. أولئك الذين أعطوا مشاعرهم .. و عاشوا حياتهم .. لأجل وهم ..
كــــل المودة و التقدير
جوجو
ملاحظة : لا أسمح بنقل الموضوع دون ذكر المصدر .. :

لا أنا مو منهم الحمد لله
شكرا لكي مجود ع الموضوع
همس

إن شا الله ما تكوني منهم ...
حياكي

bye

همس كتب:: موضوع رائع تسلمين يا عسل
شكرا لكي مجود ع الموضوع
همس

أهلين فيك مرة ثانية حبيبتي

ما شاء الله حبيبتي عندك أسلوب كتابة حلو
و آنا قرأت الموضوع من دفترك ما شاء الله فعلا مميز ... لكن ما فهمت الخلاصة أو رسالتك منه بعد كتابته بهذا الشكل ...
أتمنى لكي مزيداً من الرقي و التقدم ..
محبتي

شكرا حبيبتي ع الإطراء و التعليق الأكثر من رائع ... الله يخليلي إياكي
أنا اللي قصدته من الموضوع ... إن في حياتنا الكثير من الأوهام ... لازم نعرف نميزها و نتجنبها عشان ما نكون أتباع وهم ..
دمتي بخير

كلمآأإت روووووعة ... و مميزة .. و صوووووح
تسلمييييييين